hello evry one.
hope that you are happy, prosperous and recieve divine infinite mercies and blessings.
may Allah bestow upon us to be one of the companions of imam mahdi (may Allah expedite his reappearance.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا إله إلا هو، وله الحمد رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما. اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به،
فقبلتهم وقربتهم، وقدمت لهم الذكر العلي، والثناء الجلي، وأهبطت عليهم ملائكتك، وأكرمتهم بوحيك، ورفدتهم بعلمك، وجعلتهم الذرائع إليك، والوسيلة إلى رضوانك. فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها وبعض حملته في فلكك ونجيته ومن آمن معه من الهلكة برحمتك، وبعض اتخذته خليلا، وسألك لسان صدق في الآخرين فأجبته. وجعلت ذلك عليا، وبعض كلمته من شجرة تكليما، وجعلت له من اخيه ردءا ووزيرا، وبعض اولدته من غير أب، وآتيته البينات، وايدته بروح القدس. وكلا شرعت له شريعة،
ونهجت له منهاجا، وتخيرت له أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ، من مدة إلى مدة، اقامة لدينك، وحجة على عبادك، ولئلا يزول الحق عن مقره، ويغلب الباطل على أهله، ولا يقول أحد: لولا ارسلت إلينا رسولا منذرا وأقمت لنا علما هاديا فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى إلى ان انتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك محمد (صلى الله عليه وآله) فكان كما انتجبته سيد من خلقته وصفوة من اصطفيته، وأفضل من اجتبيته، وأكرم من اعتمدته، قدمته على أنبيائك وبعثته إلى الثقلين من عبادك وأوطأته مشارقك ومغاربك. وسخرت له البراق وعرجت به إلى سمائك وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك ثم نصرته بالرعب، وحففته بجبرئيل وميكائيل، والمسومين من ملائكتك، ووعدته ان تظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك بعد ان بوأته مبوأ صدق من أهله، وجعلت له ولهم *(أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا)* وقلت *(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)* وجعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك فقلت: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* وقلت *(ما سألتكم من أجر فهو لكم)* وقلت *(ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء ان يتخذ إلى ربه سبيلا)* فكانوا هم السبيل إليك، والمسلك إلى رضوانك.
فلما انقضت ايامه، اقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما هاديا، إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد. فقال والملأ أمامه: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وقال: من كنت انا نبيه، فعلي أميره وقال: أنا وعلي من شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى. وأحله محل هارون من موسى فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين، واحل له من مسجده ما حل له، وسد الأبواب إلا بابه. ثم أودعه علمه وحكمته، فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.
ثم قال له: أنت اخي ووصيي ووارثي، لحمك من لحمي، ودمك من دمي وسلمك سلمي، وحربك حربي، والإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي وأنت غدا على الحوض(17) خليفتي وأنت تقضي ديني، وتنجز عداتي، وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني. ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي، وكان بعده هدى من الضلال، ونورا من العمى، وحبل الله المتين وصراطه المستقيم. لا يسبق بقرابة في رحم ولا بسابقة في دين ولا يلحق في منقبة من مناقبه، يحذو حذو الرسول - صلى الله عليهما وآلهما ، ويقاتل على التأويل، ولا تأخذه في الله لومة لائم. قد وتر فيه صناديد العرب،
وقتل ابطالهم، وناوش ذؤبانهم، فأودع قلوبهم احقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن، فأضبت على عداوته واكبت على مبارزته حتى قتل الناكثين والقاسطين، والمارقين، ولما قضى نحبه وقتله اشقى الأشقياء من الأولين والآخرين، يتبع اشقى الأولين، لم يمتثل أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الهادين بعد الهادين، والأمة مصرة على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم فقتل من قتل، وسبي من سبي، وأقصي من أقصي وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة إذ كانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. *(وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا)* ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم. فعلى الأطايب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون واياهم فليندب النادبون، ولمثلهم فلتذرف الدموع وليصرخ الصارخون،
ويضج الضاجون ويعج العاجون. أين الحسن أين الحسين أين أبناء الحسين صالح بعد صالح، وصادق بعد صادق، أين السبيل بعد السبيل، أين الخيرة بعد الخيرة، أين الشموس الطالعة، أين الأقمار المنيرة، أين الأنجم الزاهرة، أين اعلام الدين، وقواعد العلم.
أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الطاهرة، أين المعد لقطع دابر الظلمة، أين المنتظر لاقامة الأمت والعوج، أين المرتجى لازالة الجور والعدوان، أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن، أين المتخير لاعادة الملة والشريعة، أين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده، أين محيي معالم الدين وأهله أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم ابنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق والعصيان، أين حاصد فروع الغي والشقاق، أين طامس آثار الزيغ والأهواء، أين قاطع حبائل الكذب والافتراء، أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد. اين معز الأولياء ومذل الأعداء، أين جامع الكلم على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء اين صاحب يوم الفتح، وناشر رايات الهدى، أين مؤلف شمل الصلاح والرضا أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء. اين المنصور على من اعتدى عليه وافترى أين المضطر الذي يجاب إذا دعا. أين صدر الخلائق ذو البر والتقوى. اين ابن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وابن علي المرتضى وابن خديجة الغراء وابن فاطمة الزهراء الكبرى، بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقاء والحمى يابن السادة المقربين يابن النجباء الأكرمين،
يابن الهداة المهتدين يابن الخيرة المهذبين يابن الغطارفة الأنجبين يابن الخضارمة المنتجبين. يابن القماقمة الأكرمين، يابن الأطايب المعظمين المطهرين يابن البدور المنيرة، يابن السرج المضيئة يابن الشهب الثاقبة يابن الأنجم الزاهرة، يابن السبل الواضحة يابن الأعلام اللائحة يابن العلوم الكاملة يابن السنن المشهورة، يابن المعالم المأثورة يابن المعجزات الموجودة، يابن الدلائل المشهودة، يابن الصراط المستقيم يابن النبأ العظيم يابن من هو في أم الكتاب لدى الله علي حكيم. يابن الآيات البينات، يابن الدلائل الظاهرات يابن البراهين الواضحات الباهرات، يابن الحجج البالغات، يابن النعم السابغات يابن طه والمحكمات يابن يس والذاريات، يابن الطور والعاديات، يابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى دنوا واقترابا من العلي الأعلى، ليت شعري أين استقرت بك النوى، بل أي أرض تقلك أو الثرى أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟. عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى، ولا اسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز علي أن لا تحيط بي دونك البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا،
بنفسي أنت امنية شائق تمنى، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا، بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يحاذى، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى. إلى متى أجأر(18) فيك يا مولاي، وإلى متى، وأي خطاب أصف فيك واي نجوى، عزيز علي ان أجاب دونك وأناغى، عزيز علي ان ابكيك ويخذلك الورى، عزيز علي ان يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فاساعد جزعه إذا خلا،
هل قذيت عين فتسعدها عيني على القذى. هل إليك يابن أحمد سبيل فتلقى هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى، متى نرد مناهلك الروية فنروى متى ننتقع من عذب مائك فقد طال الصدى، متى نغاديك ونراوحك فتقر عيوننا، متى ترانا ونراك، وقد نشرت لواء النصر ترى أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ، وقد ملأت الأرض عدلا، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا، وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين، واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين. اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى، واليك أستعدي فعندك العدوى، وأنت رب الآخرة والأولى، فأغث يا غياث المستغيثين، عبيدك المبتلى،
وأره سيده يا شديد القوى، وأزل عنه به الأسى والجوى، وبرد غليله يا من على العرش استوى، ومن إليه الرجعى والمنتهى. اللهم ونحن عبيدك التائقون إلى وليك المذكر بك وبنبيك، الذي خلقته لنا عصمة وملاذا واقمته لنا قواما ومعاذا، وجعلته للمؤمنين منا اماما، فبلغه منا تحية وسلاما، وزدنا بذلك يا رب اكراما واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما. وأتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا حتى توردنا جنانك ومرافقة الشهداء من خلصائك. اللهم صل على حجتك وولي أمرك، وصل على جده محمد رسولك السيد الأكبر، وصل على أبيه السيد القسور، وحامل اللواء في المحشر، وساقي أوليائه من نهر الكوثر،
والأمير على سائر البشر، الذي من آمن به فقد ظفر، ومن لم يؤمن به فقد خطر وكفر، صلى الله عليه وعلى اخيه، وعلى أنجالهما الميامين الغرر، ما طلعت شمس وما أضاء قمر، وعلى جدته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وعلى من اصطفيت من آبائه البررة، وعليه أفضل واكمل واتم وادوم وأكثر واوفر ما صليت على أحد من اصفيائك وخيرتك من خلقك وصل عليه صلاة لا غاية لعددها، ولا نهاية لمددها، ولا نفاد لأمدها. اللهم وأقم به الحق وادحض به الباطل وأدل به أولياءك، وأذلل به أعداءك وصل اللهم بيننا وبينه، وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه، واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم ويمكث في ظلهم وأعنا على تأدية حقوقه إليه والاجتهاد في طاعته والاجتناب عن معصيته،
وامنن علينا برضاه، وهب لنا رأفته ورحمته، ودعاءه وخير ما ننال به سعة من رحمتك، وفوزا عندك، واجعل صلاتنا به مقبولة وذنوبنا به مغفورة، ودعاءنا به مستجابا، واجعل ارزاقنا به مبسوطة، وهمومنا به مكفية، وحوائجنا به مقضية وأقبل إلينا بوجهك الكريم، واقبل تقربنا إليك وانظر إلينا نظرة رحيمة، نستكمل بها الكرامة عندك، ثم لا تصرفها عنا بجودك، واسقنا من حوض جده صلى الله عليه وآله، بكأسه وبيده ريا رويا هنيئا سائغا، لا ظمأ بعده يا ارحم الراحمين.
hope that you are happy, prosperous and recieve divine infinite mercies and blessings.
may Allah bestow upon us to be one of the companions of imam mahdi (may Allah expedite his reappearance.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا إله إلا هو، وله الحمد رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم تسليما. اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به،
فقبلتهم وقربتهم، وقدمت لهم الذكر العلي، والثناء الجلي، وأهبطت عليهم ملائكتك، وأكرمتهم بوحيك، ورفدتهم بعلمك، وجعلتهم الذرائع إليك، والوسيلة إلى رضوانك. فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها وبعض حملته في فلكك ونجيته ومن آمن معه من الهلكة برحمتك، وبعض اتخذته خليلا، وسألك لسان صدق في الآخرين فأجبته. وجعلت ذلك عليا، وبعض كلمته من شجرة تكليما، وجعلت له من اخيه ردءا ووزيرا، وبعض اولدته من غير أب، وآتيته البينات، وايدته بروح القدس. وكلا شرعت له شريعة،
ونهجت له منهاجا، وتخيرت له أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ، من مدة إلى مدة، اقامة لدينك، وحجة على عبادك، ولئلا يزول الحق عن مقره، ويغلب الباطل على أهله، ولا يقول أحد: لولا ارسلت إلينا رسولا منذرا وأقمت لنا علما هاديا فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى إلى ان انتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك محمد (صلى الله عليه وآله) فكان كما انتجبته سيد من خلقته وصفوة من اصطفيته، وأفضل من اجتبيته، وأكرم من اعتمدته، قدمته على أنبيائك وبعثته إلى الثقلين من عبادك وأوطأته مشارقك ومغاربك. وسخرت له البراق وعرجت به إلى سمائك وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك ثم نصرته بالرعب، وحففته بجبرئيل وميكائيل، والمسومين من ملائكتك، ووعدته ان تظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وذلك بعد ان بوأته مبوأ صدق من أهله، وجعلت له ولهم *(أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا)* وقلت *(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)* وجعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك فقلت: *(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)* وقلت *(ما سألتكم من أجر فهو لكم)* وقلت *(ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء ان يتخذ إلى ربه سبيلا)* فكانوا هم السبيل إليك، والمسلك إلى رضوانك.
فلما انقضت ايامه، اقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما هاديا، إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد. فقال والملأ أمامه: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وقال: من كنت انا نبيه، فعلي أميره وقال: أنا وعلي من شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى. وأحله محل هارون من موسى فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين، واحل له من مسجده ما حل له، وسد الأبواب إلا بابه. ثم أودعه علمه وحكمته، فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.
ثم قال له: أنت اخي ووصيي ووارثي، لحمك من لحمي، ودمك من دمي وسلمك سلمي، وحربك حربي، والإيمان مخالط لحمك ودمك، كما خالط لحمي ودمي وأنت غدا على الحوض(17) خليفتي وأنت تقضي ديني، وتنجز عداتي، وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني. ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي، وكان بعده هدى من الضلال، ونورا من العمى، وحبل الله المتين وصراطه المستقيم. لا يسبق بقرابة في رحم ولا بسابقة في دين ولا يلحق في منقبة من مناقبه، يحذو حذو الرسول - صلى الله عليهما وآلهما ، ويقاتل على التأويل، ولا تأخذه في الله لومة لائم. قد وتر فيه صناديد العرب،
وقتل ابطالهم، وناوش ذؤبانهم، فأودع قلوبهم احقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن، فأضبت على عداوته واكبت على مبارزته حتى قتل الناكثين والقاسطين، والمارقين، ولما قضى نحبه وقتله اشقى الأشقياء من الأولين والآخرين، يتبع اشقى الأولين، لم يمتثل أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الهادين بعد الهادين، والأمة مصرة على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم فقتل من قتل، وسبي من سبي، وأقصي من أقصي وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة إذ كانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. *(وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا)* ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم. فعلى الأطايب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون واياهم فليندب النادبون، ولمثلهم فلتذرف الدموع وليصرخ الصارخون،
ويضج الضاجون ويعج العاجون. أين الحسن أين الحسين أين أبناء الحسين صالح بعد صالح، وصادق بعد صادق، أين السبيل بعد السبيل، أين الخيرة بعد الخيرة، أين الشموس الطالعة، أين الأقمار المنيرة، أين الأنجم الزاهرة، أين اعلام الدين، وقواعد العلم.
أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الطاهرة، أين المعد لقطع دابر الظلمة، أين المنتظر لاقامة الأمت والعوج، أين المرتجى لازالة الجور والعدوان، أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن، أين المتخير لاعادة الملة والشريعة، أين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده، أين محيي معالم الدين وأهله أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم ابنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق والعصيان، أين حاصد فروع الغي والشقاق، أين طامس آثار الزيغ والأهواء، أين قاطع حبائل الكذب والافتراء، أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد. اين معز الأولياء ومذل الأعداء، أين جامع الكلم على التقوى أين باب الله الذي منه يؤتى، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء اين صاحب يوم الفتح، وناشر رايات الهدى، أين مؤلف شمل الصلاح والرضا أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء. اين المنصور على من اعتدى عليه وافترى أين المضطر الذي يجاب إذا دعا. أين صدر الخلائق ذو البر والتقوى. اين ابن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وابن علي المرتضى وابن خديجة الغراء وابن فاطمة الزهراء الكبرى، بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقاء والحمى يابن السادة المقربين يابن النجباء الأكرمين،
يابن الهداة المهتدين يابن الخيرة المهذبين يابن الغطارفة الأنجبين يابن الخضارمة المنتجبين. يابن القماقمة الأكرمين، يابن الأطايب المعظمين المطهرين يابن البدور المنيرة، يابن السرج المضيئة يابن الشهب الثاقبة يابن الأنجم الزاهرة، يابن السبل الواضحة يابن الأعلام اللائحة يابن العلوم الكاملة يابن السنن المشهورة، يابن المعالم المأثورة يابن المعجزات الموجودة، يابن الدلائل المشهودة، يابن الصراط المستقيم يابن النبأ العظيم يابن من هو في أم الكتاب لدى الله علي حكيم. يابن الآيات البينات، يابن الدلائل الظاهرات يابن البراهين الواضحات الباهرات، يابن الحجج البالغات، يابن النعم السابغات يابن طه والمحكمات يابن يس والذاريات، يابن الطور والعاديات، يابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى دنوا واقترابا من العلي الأعلى، ليت شعري أين استقرت بك النوى، بل أي أرض تقلك أو الثرى أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟. عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى، ولا اسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز علي أن لا تحيط بي دونك البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا،
بنفسي أنت امنية شائق تمنى، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا، بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يحاذى، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى. إلى متى أجأر(18) فيك يا مولاي، وإلى متى، وأي خطاب أصف فيك واي نجوى، عزيز علي ان أجاب دونك وأناغى، عزيز علي ان ابكيك ويخذلك الورى، عزيز علي ان يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فاساعد جزعه إذا خلا،
هل قذيت عين فتسعدها عيني على القذى. هل إليك يابن أحمد سبيل فتلقى هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى، متى نرد مناهلك الروية فنروى متى ننتقع من عذب مائك فقد طال الصدى، متى نغاديك ونراوحك فتقر عيوننا، متى ترانا ونراك، وقد نشرت لواء النصر ترى أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ، وقد ملأت الأرض عدلا، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا، وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين، واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين. اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى، واليك أستعدي فعندك العدوى، وأنت رب الآخرة والأولى، فأغث يا غياث المستغيثين، عبيدك المبتلى،
وأره سيده يا شديد القوى، وأزل عنه به الأسى والجوى، وبرد غليله يا من على العرش استوى، ومن إليه الرجعى والمنتهى. اللهم ونحن عبيدك التائقون إلى وليك المذكر بك وبنبيك، الذي خلقته لنا عصمة وملاذا واقمته لنا قواما ومعاذا، وجعلته للمؤمنين منا اماما، فبلغه منا تحية وسلاما، وزدنا بذلك يا رب اكراما واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما. وأتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا حتى توردنا جنانك ومرافقة الشهداء من خلصائك. اللهم صل على حجتك وولي أمرك، وصل على جده محمد رسولك السيد الأكبر، وصل على أبيه السيد القسور، وحامل اللواء في المحشر، وساقي أوليائه من نهر الكوثر،
والأمير على سائر البشر، الذي من آمن به فقد ظفر، ومن لم يؤمن به فقد خطر وكفر، صلى الله عليه وعلى اخيه، وعلى أنجالهما الميامين الغرر، ما طلعت شمس وما أضاء قمر، وعلى جدته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وعلى من اصطفيت من آبائه البررة، وعليه أفضل واكمل واتم وادوم وأكثر واوفر ما صليت على أحد من اصفيائك وخيرتك من خلقك وصل عليه صلاة لا غاية لعددها، ولا نهاية لمددها، ولا نفاد لأمدها. اللهم وأقم به الحق وادحض به الباطل وأدل به أولياءك، وأذلل به أعداءك وصل اللهم بيننا وبينه، وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه، واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم ويمكث في ظلهم وأعنا على تأدية حقوقه إليه والاجتهاد في طاعته والاجتناب عن معصيته،
وامنن علينا برضاه، وهب لنا رأفته ورحمته، ودعاءه وخير ما ننال به سعة من رحمتك، وفوزا عندك، واجعل صلاتنا به مقبولة وذنوبنا به مغفورة، ودعاءنا به مستجابا، واجعل ارزاقنا به مبسوطة، وهمومنا به مكفية، وحوائجنا به مقضية وأقبل إلينا بوجهك الكريم، واقبل تقربنا إليك وانظر إلينا نظرة رحيمة، نستكمل بها الكرامة عندك، ثم لا تصرفها عنا بجودك، واسقنا من حوض جده صلى الله عليه وآله، بكأسه وبيده ريا رويا هنيئا سائغا، لا ظمأ بعده يا ارحم الراحمين.